السبت، 27 سبتمبر 2014

نماذج من أشعارهم البدوية


روى لنا الدكتور علي شواخ، في الصفحات 105- 112، من كتاب القشعم من كبريات القبائل العربية، روى لنا قصائد من شعر شهوان بن ضيغم، وهذا الشعر تقلم على الطريقة البدوية المسماة بالشعر الشطري. وقد قال شهوان هذا الشعر على أثر وقائع حدثت له أو لبني عمومته، وهي -وإن يمكن تصلح أن تعد جزءاً من التاريخ- إلا أننا غلّبنا عليها الجانب الشعري؛ لأن الحدث التاريخي كان مجرد سبب لنظم الشعر. هذا، وفي أدناه ندوّن تلك القصائد الشعرية؛ لأنها تشير إلى فترة حياة الضياغم.

 

لقد قدم لها الدكتور علي الشواخ، بما يأتي:

شهوان بن ضيغم، له مجموعة من القصائد المنثرة في البادية وله بعض القصص، وقد وجدت بعضها من (دهم شهوان)، قال الشريف سلطان بن مشرف: (دهم) شهوان الكرية، بيت باسم صاحبها شهوان أبو كرار، وأخو راشد، وعم عمير. إشتهر ذكرهن بسبب حوادث لها مسألة بهن، كما قيل: أن شهوان هزم في إحدى الحروب، وعُقرت فرس ابنه، وفرس ولد عمه، فأركب الإثنين معه، وعليه الدرع فوق فرسه، ونجو من أعدائهم، وقال:

 

انا على الدهــاء وبنت ام عامر

 
وقالوا لمن ضم التحبيث يبيــــــع

تحيت بي وابني وابن عمي ودرعنــا

 
وخاصن بين الضلوع ضجيـــــع

ان جن في الحدباء فهن يتبعنهــا

 
وان جن في السند فهن جميــــــع

عزين عزو قدر ستيــــــن فارس

 
وشفنا شويف في ذوابه ربيـــــــــع

وقالوا يا شهوان سم ارقب لنـــــا

 
ومثلك راعي الظبيات يطبــــــــع

يوم أشرف المرقاب راسي اوروســــــه

 
للجمع تربا وللطباس لمبيـــــــع

فقالوا: يا شهوان ردها سالـــم

 
على العمر وإلا فالجواد قليــــــــــع

فقلت: انها الدهاء جواد بن عامــــــــر

 
وزودها على جري المهادي جريـــــــع

غدت بي وببني وابن عمي ودرعنـــــا

 
والخامس بين الضلوع مضيـــــع

ضراب يام لحقت الركر كلهــــم

 
واتلاهم اللي بالليل منيـــــــــــع

وصبحتهم والعلم ما وصل حبهــــم

 
واخذنا قصنا الخرمة وفاء سريـــــع

وغيرها ترمي الدنيا علينا رخيصـــــة

 
وارباعنا للمعلين ربيـــــع

عليه تقلنا غيض الاشراف كلهـــم

 
ولو زعلو سكان الحجاز جميـــــــع

ولا بالهدايا هو لن القلـــــــــب مره

 
ولا يسحوت المغنيات بنيــــــــــع

عليه تدور الحمد في كل هبــــــــه

 
وانا للجهامة بالصباح وديــــــع

كما النجم لا انقصنت على وجــــه غاره
 
ترد جفيره والكمين جميـــــع

ويرجوننا التالين واللــــــي مطرف

 
ومن طاح بالساقة عليه تريـــــــــــع

حفيظة عن الادناس من نجــــل يعرب

 
وعند العرب بينها ثناه رفيــــــــه


 

هذا وضمن أوراق الشيخ العلامة حمد الجاسر، قصص عن دهاء -ودهاء فرس شهوان - وفيها: جاور شهوان صانع له أفراس، فافلتت هي وفرس شهوان الدهماء في مكان واحد ووقت واحد، فاستبدل الصانع مهرة فرس شهوان بمهرة فرسه، وقد اتضح لشهوان ذلك فيما بعد، غير أنه خشي أن يتهم بظلم جاره، فأمره بالرحيل عنه، ثم تزيا شهوان بزي درويش، وأتى إلى الحي الذي جاوره الصانع، فنزل في منزل شيخه، فلما رحل الحي، تبعه مترقباً فرصة لنهب بنت فرسه، وبينما هو سائر بصرته ابنة شيخ الحي فعرفته، فأخبرها بالغاية التي من أجلها تدروش، وحضر إلى هذا الحي. وكان الصانع يسير مع الظعن على فرس ابنه (هماء) فرس شهوان، فدعته -دعت الصانع- فصار يسير تحت ظلتها، فأمالت الظلة، فظن الصانع أنها ستسقط، فترك الفرس وأسرع لإصلاح الظلة، فركب شهوان فرسه، وذهب بها إلى مكان. مما قاله شهوان، لما ذهب بها:

 

 

فداك الدهما باذياب بن غانــــــم

 
غدت ضحـــــــــا والجيدات غواد

يا غنوك ما اطرد جيــــــد عن جواده

 
يا حبل جوف المضاد الجـــــــــاد

احبك يالدهماء كمتي وغزوتــــــي

 
هي صدرت والجيـــــــدات وراد


وقال شهوان أيضاً:

يا كانصين الصيد انا دليلــــه

 
من بين سنامات العلا وبجـــــــاد

مها تبع مثل الورع ما شـــــــي يريده

 
من الخيل ششنات الوجيه عبيـــــــاد

فلا يلحق الجازي إلا شبيـــــه

 
عريضه ملقى الابهرين سنـــــــــاد

مرفعة البقان قبــــاً شمره

 
تزيد على المخجـــــــور يوم الزاد

مربعة الجمهــات مرداق غارة

 
إلي عرضـــت أعقب الدعوة شداد


وقال شهوان:

تمنيت حطمات الليالي لعلنــا


 
تدرك بهن يا بو ربيـــــــع حمود

الي صار ما جود على قدر حاجـــة

 
فكل اذا جاد الزمــــــان يجود

وان صار مالك من ذراعيــك سنجده
 
فشريك باعضاد الرجـــال يكود

ترى كـل مولود ولو زاد يسره

 
لزوم لفعل الوالديــــــن يعود

هذا مهرة عند الرويبي للنهـــــا

 
قطان لمنزح الميـــــــاه ترود


وقال شهوان:

يقول شهوان ومن راس مالــــــه

 
جواد وزرقا في ذوايــــــــــــة عود

وبيت على الاطراف يكلفي مشيـــــــد
 
اللي ما توزي بالتـــــــــلاع قرود

فليا نزلوا شعيب نزلنا مظيفــــــــة

 
وتكف عنهم ما يكون يكـــــــــــــــــــود
ولا يفي من اوسط النزل بيــــــــــت

 
إلى محفل يلـــــــــــــــف براس نفود

لنا منزل ما بين الفلاح والحســـــا

 
وما بين منعا والسليتـــــــــــل وجود

*****
اليا خودروا يبغون الاسعــــار يالقرى
 
قدرنا على مثل القمـــــــــــام السود

اكبار الشوادي ميرنا من زروعهــا

 
غراير بلا خطــــــــــــب ولا قود

واليا حافها سبع النحلايات جايــــــع

 
يباطنهــــــــــا مثل النور لبود

على الكيد احلى من نما فايديـــــــه

 
شظالبهـــــــا ثم انحنى به عود

ويقفاه من حب القرايا مناســــــف

 
بها الكف عن راســــــه يكون سنود


وقال شهوان أيضاً:

ثارت بي واخويا وابني ودرعنـــــا

 
مع من بين الضلــــــوع مداد

معاذا لماعرضوهـــم مجرح

 
مكاد فله عندها مكــــــــــاد

خيالة اللي ما يخلي بن عمــــــة

 
حر صياد وليس يصـــــاد

فانا ابرك بالدهماء يعتعات حاجـــر

 
مع تمطنــــاه من حليب وزاد

وايرك بالدهاء بعتمات حاجــــر

 
كما سقتها الترياد بمثين نجــــــاد

على وجل ما بيننا لا ناهيـــــا

 
أهل المهارة نفشهـــــن جداد

لا روض منهم في عشية بطولـــــــة

 
لم علينا في الفـــــد ياحداد

ولا تركبوا مضمنو كم كل قاصــــر

 
دقاق العكامضني العيون زهـــاد

دقاق عرافين النحشوم قواصـــر

 
شراها من لا يتغذ ابــــــه فؤاد


 

هذا، ويقول الدكتور علي: ويبدو أن رحلة الضياغم كانت في منتصف القرن السابع الهجري، وربما كانت في بداية القرن السابع الهجري؛ لأسباب تراها، ملخصها: أن القشعم المعروفين أنهم من الضياغم في الأوساط الشعبية، كان شأنهم قد ارتفع وأمرهم قد اشتهر في نهاية القرن الثامن وبداية التاسع، أيام مشيخة ثامر بن قشعم 795هـ.([1]) هذا، وفي ص113 إلى 129، تحدث الدكتور علي عن سلطان مارد ووقائعه وأمور أخرى تخص القشعم وغيرهم، لم نرجح نقلها إلى هذا الكتاب؛ لأنها لا تتعلق بموضوعه.

 



([1]) القشعم، ص112.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق