السبت، 27 سبتمبر 2014

العلاقات العشائرية


العلاقات العشائرية

 

كانت النجف الأشرف في ايامها الأخيرة في عهد الحكم العثماني البغيض، قد ساءت علاقاتها بحكّامها الأتراك إلى درجة كبيرة جداً، وقد آل الأمر في نهاية المطاف إلى قيام النجفيين بثورتهم العارمة على الحكم التركي، في عام 1915م - 1333هـ، وتاريخها مدوّن ومعروف.

من أهم أسباب اندلاع نيران الثورة المذكورة، تدهور الحالة الأمنية في النجف الأشرف خاصة والعراق عامة، فكان الرجل الضعيف لا يأمن على نفسه وماله وأهله؛ ولذا فقد لجأ بعض الأفراد، وكذلك بعض الأسر إلى الانتماء ولاءً إلى إحدى الأسر القوية؛ للانضواء تحت حمايتها من الاعتداء والظلم. وهكذا، شاع في أوساط النجف الأشرف ما اصطلحوا على تسميته بـ (المكاتبة)، أي: المحالفة مع أصحاب النفوذ والقوة والإسهام معهم في السرّاء والضرّاء، ومن هنا تمت بعض الأسر بأسماء التحالفات؛ لأن التحالف عادة يسمى باسم العشيرة القوية. والحقيقة أنه من تلك العشيرة القوية بالولاء وليس بالنسب، وبمرور الزمن رحل الآباء والأجداد إلى الدار الآخرة، وشبّ الأحفاد واجدين أنفسهم كما تركهم أجدادهم، فاعتقدوا أنهم ينسبون أصلاً إلى تلك الأسرة القوية، ومن هنا، فقد حدثت مشاكسات بل مخاصمات بين الأصلاء والموالين لهم، فأدى الأمر إلى تفكّك تلك الانتسابات، إذ لم يعد لها موجب ولا مسوغ، وقد ابتليت بهذه العلاقات الكثيرة الأسر والأرهاط النجفية المعروفة، ونحن لا نريد أن نسمّي بعضها لئلا تسبب لها إحراجاً، ولكننا نقول إن عشيرة آل فارس، هي من بين العشائر التي تورطت بالمحالفات العشائرية، فقد تكتّل حولها عدد من الأسر والأفراد، وتحالفوا وإياها تحت اسم (الجمالة)، وفي حقيقة الأمر، أن تلك الأسر ليست من (آل فارس)، وليست كذلك من (الجمالة)، وقد احتسبهم بعض كتاب الأنساب في أيامنا هذه، أنهم إما من آل فارس، وإما من الجمالة، ولكن هذا الانتساب ليس له من الصحة نصيب إطلاقاً. لذا، فنحن في كتابنا هذا، نعلنها صريحةً: إن كل من لم يرد له ذكرٌ في كتابنا، ليس من آل فارس صلبية مطلقاً، وإن دُوّن له ذكر أو نسب في كتاب ما بأنه من آل فارس؛ لأننا -والقول لمشايخ آل فارس- لم نعد نتحمل مسؤولية من ليس من عشيرتنا، الذي قد قابل وفاءنا وإحساننا وحمايتنا له بكل سوء، بل أخذ يتطاول علينا، ويدعي لا النسب والحسب فحسب، بل الرئاسة والإمرة علينا، وما هو إلا غريب عنا حسباً ونسباً. والله شاهد على ما نقول، والحمد لله رب العالمين.([1])



([1]) مقابلة مع الشيخ نعمان كريم كلو والشيخ معين عودة حسون في يوم 1/8/2000، تحدثوا فيها عن روايات آبائهم وأجدادهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق